سادة الميدان والواقعية: التونسيون يتصدرون المجموعة وحدهم بعد يوم أول مُتقن في الرباط
الرباط، 24 ديسمبر 2025 – مهمة مُنجزة لنسور قرطاج. في ساحة الملعب الأولمبي بالرباط، أطلقت تونس حملتها في كأس الأمم الأفريقية 2025 بشكل مثالي بسيطرتها على أوغندا (3-1) مساء أمس. نتيجة تعكس هيمنة كبيرة وتمكن منتخب جلال القادري من حجز مقعده على عرش المجموعة الثالثة، متقدما على نيجيريا التي تعثرت في التعادل في وقت سابق.
بداية مدوية وسيطرة لا تنكر
من صافرة البداية، طبق رجال القادري السيناريو المعد سلفاً: ضغط عالٍ، تدوير سريع للكرة، وبحث دائم عن الفجوات. تحققت نبوءة المباراة غير المتكافئة بسرعة. حنبعل المجبري والياس السخيري، اللذان تم التنويه إليهما كمفتاحين قبل المباراة، حكما بالفعل وسط الميدان، حيث قطعا المحاولات الأوغندية النادرة وغذيا باستمرار ثلاثية هجومية متحركة.
الهدف الأول، الذي أتى مبكراً نسبياً، حرر الفريق. بعد تبادل سريع على الجهة اليمنى، وجدت الكرة إلياس الشاوري داخل المنطقة. واكد الجناح التونسي، الذي أشير إليه كأحد اللاعبين في حالة جيدة، مكانته بافتتاح التسجيل بتسديدة دقيقة. ثم أدارت تونس إيقاف المباراة، مسيطرة على الاستحواذ والمساحات، قبل أن تثقل النتيجة قبل نهاية الشوط الأول بفضل رأسية قوية لـ يوسف المساكني عن ركنية، سلطت الضوء على هشاشة الدفاع الأوغندي في الكرات الثابتة.
رد فعل متوقع ورد فوري
خرجت أوغندا، مدفوعة بالكرامة، بنوايا أفضل في الشوط الثاني. بإظهار عدوانية أكثر، تمكن الكتلة الأوغندية من خلق الفوضى وتخفيض النتيجة عن طريق ركنية أساء الدفاع التونسي التعامل معها، مذكراً بأن الحفاظ على « الشباك النظيفة » تماماً يبقى مسعى صعباً. هذا الهدف ضد مرماه أربك العقول قليلاً لبضع دقائق.
لكن قوة هذا الفريق التونسي كانت في الرد فوراً. بعيداً عن التراجع، ضاعف النسور جهودهم وختموا المباراة بعد دقائق قليلة عن طريق سيف الدين الجازري، الذي أنهى حركة جماعية رائعة. هذه القدرة على الرد في لحظة حرجة هي إشارة إيجابية للغاية.
تحليل وآفاق
على المستوى التكتيكي، تم الوفاء بالوعد. الدفاع، بقيادة منتصر الطالبي الصلب جداً، لم يترك سوى أبواباً قليلة مفتوحة. الهدف الوحيد الذي تلقاه كان ثمرة خطأ جماعي لحظي وليس نتيجة ثغرة تم استغلالها. الحركة الهجومية، مع تحركات مستمرة من الشاوري والمساكني والجازري، زعزعت باستمرار دفاعاً أوغندياً كان يمكن التنبؤ بتحركاته.
النقاط الإيجابية:
- سيطرة جماعية وإدارة هادئة للمباراة.
- فعالية هجومية (3 أهداف من فرص واضحة).
- رد فعل قوي بعد الهدف الأوغندي.
- عودة حاسمة وموفقة لإطار مثل يوسف المساكني.
نقاط للمراجعة:
- تركز طفيف في بداية الشوط الثاني، تمت معاقبته عليه.
- نهاية سلسلة المباريات دون استقبال أهداف، لكن في مباراة رسمية في كأس الأمم، كان الأساسي هو غير ذلك.
حكم الصحفي:
إنه انطلاق مثالي. هذا الفوز (3-1) أمام فريق أراد أن يكون عنيداً يرسل رسالة واضحة للمجموعة الثالثة وبقية القارة: تونس هنا لعب الأدوار الأولى. لقد أظهرت أنها تملك الموهبة لصنع اللعبة والعقلية لإدارة الضربات القاسية. هدف الثلاث نقاط تم تحقيقه، فارق الأهداف إيجابي. تتحول جميع الأنظار الآن نحو مواجهة نيجيريا المصيرية، التي تعد بأن تكون بحدة مختلفة تماماً. الآلة انطلقت، وهي تسير بشكل جيد.

